الخميس، 21 يناير 2010

الشيخ احمد ولد قدور صانع فرجة وأفراح منطقة ابن احمد

من اجل رد الاعتبار لأناس بسطاء أدخلوا الفرحة على قلوبنا ذات زمن



من أعماق المغرب العميق يصدح الفنان احمد ولد قدور برغم فقره، فإن الرجل غني بأنفة الرجال وعزة النفس، والكرامة التي نفتقدها في مطربي "الكوكوت مينوت" وأغاني المعلبات..
من سهول وهضاب عاصمة منطقة أمزاب الشاوية، بلدة ابن احمد المناضلة والقلعة الصامدة، يصلنا صوت شيخ العيطة أحمد ولد قدور وسط ضجيج التهريج والتمييع..
من أجل رد الاعتبار للفنانين الشعبيين بمنطقة ابن احمد ونواحيها، هي التفاتة إذن لشخصيات فنية بسيطة، تعرضت للجحود وطالها النسيان والتهميش فقط لأنها اختارت عن طواعية التضحية من أجل إسعاد الآخرين، ومنحهم لحظات للفرح والبهجة وللمرح والمتعة..
كم ينتابنا الإحساس بالألم لما يتعرض له هؤلاء الفنانين البسطاء من نسيان وتهميش رغم أنهم شكلوا طوال عقود من الزمن لسانا ناطقا باسم الجماعات يعبر عن آلامها وآمالها وأحلامها، وكانوا مصدر فرح وبهجة ومتعة بالنسبة لنا..
يعلم الجميع كيف أن هؤلاء الفنانين يختارون التضحية بحياتهم من أجل إسعادنا، وأعتقد أنهم يستحقون على الأقل التفاتة منا ستبعث السعادة في قلوبهم لا محالة، وتجعلهم يشعرون بأن الناس الذين أسعدوهم يوما ما، لا زالوا يتذكرون خدماتهم الجليلة بكل تقدير واحترام.






لا لجريمة تفويت هكتارات أكبر مستشفى في شمال أفريقيا



من اجل أن يعاود المستشفى الجهوي لداء السل
بابن احمد أداء مهمته الاستشفائية

المستشفى الجهوي لداء السل والأمراض التنفسية، هذه المعلمة الاستشفائية التي بناها الفرنسيون في أربعينيات القرن العشرين، بناية عملاقة تتكون من عدة طوابق بتصميم هندسي وضعه مهندسون وخبراء فرنسيون متخصصون يخضع لمواصفات ومقاييس تخصصاته الاستشفائية (أمراض الجهاز التنفسي) وسط غابة تشغل مساحة عشرات الهكتارات..

المستشفى الذاكرة الذي كان يتميز بتوفره على إدارة تسيير مالي وإداري شمولي في كل المجــــالات ذات الصلة، كانت له فرق صيانة خاصة من النجار والبناء إلى الحداد والرصاص والكهربائي والبستاني وغيرهم.
تعرض المستشفى بعد ذهاب الفرنسيين إلى الإهمال لبناياته وأجنحته التشخيصية والاستشفائية (جناحي الرجــــال والنساء) ولسرقة آلياته والتدمير الممنهج لمرافقه وتجهيزاته، ولاجتثاث أشجاره ومغروساته وإتلاف أزهار حدائقه التي كانت تخصص لاستراحة المرضى والزوار بوسط غابته الشهيرة التي كانت تبدو من بعيد كمنتجع سياحي أوربي..
كانت غابة مستشفى الأمراض التنفسية بابن أحمد حتى وقت قريب تؤدي دورها البيئي والصحي للمرضى الذين كانوا يتوافدون على المستشفى من جميع مدن ومناطق المغرب بالإضافة إلى مرضى دول المغرب العربي.. حيث كان يصنف من أجود وأحسن مستشفيات أمراض الرئة بشمال أفريقيا..
أرشيف المستشفى الجهوي لداء السل والأمراض التنفسية بابن احمد ووثائقه الهندسية بفرنسا والصور الفوتوغرافية المأخوذة له من الجو والتي نشرتها مجلات فرنسية، خير دليل على مكانة هذه المعلمة الاستشفائية..
يراد اليوم لهذا الصرح الطبي والاستشفائي أن يغلق و يدمر، وان يمحى ويمسح من الوجود في أفق تفويت هكتاراته التي تسيل اللعاب إلى مافيات العقار وإلى من تعودوا على اقتراف الجرائم الاقتصادية و الاجتماعية في حق أبناء هذا الوطن. .
كما مسحت محطة القطار من الوجود ارتكبت في حق مدينة ابن احمد وأبنائها العديد من جرائم التدمير والمحو لمعالمها ومرافقها الأساسية، ومآثرها التاريخية ومحو ذاكرتها، أين هو مركب التنس (المنتجع الرياضي والطبيعي للمدينة)؟
أين هو المركز الثقافي الذي كان به المعهد الموسيقى (بناية مفوضية الشرطة بالحي الإداري الفرنسي، حاليا)؟ أين هي التحف المعمارية: بناية البريد القديمة والكنيسة (الكاتدرائية)؟ إلى جانب تدمير طبيعة المدينة ليحط بدلها الاسمنت والاستغلال لثرواتها واستنزاف خيراتها.
تحركت القوى الحية بمدينة ابن احمد وفعاليات المجتمع المدني من صحفيين ومثقفين وحقوقيين، وأخذت على عاتقها التحرك للتنديد بكل مظاهر التدمير والمحو التي تتعرض لها معالم ومآثر ومرافق المدينة خاصة جريمة تعطيل وإغلاق مستشفى أمراض السل بالمدينة في الوقت الذي يجب فيه العمل على ترميم بنايته وإصلاح مرافقه والقيام بتجهيزه وتجديد أجنحته وآلياته في أفق أن يؤدي مهمته الاستشفائية كما في السابق وأكثر ..
على وزارة الصحة بدل الإغلاق، أن تسارع إلى توقيف هذه الجريمة الاجتماعية والبيئية، وأن تفتح السلطات المختصة والبرلمان على علاته تحقيقا حول الوضع الكارثي الذي وصل إليه أكبر مستشفى لامراض السل في شمال إفريقيا..




السبت، 16 يناير 2010

بيت الشعر في المغرب تتصدع أساساته


صلاح بوسريف يطلق النار على الرئيس المؤسس

وحرب البيانات والبيانات المضادة تستعر بين أبناء البيت الواحد ..


زوبعة تلو أخرى تعصف بالمشهد الثقافي المغربي، فبعد الزوبعة التي أثارها الانقلاب الذي قاده أربعة أعضاء من المكتب التنفيذي لاتحاد كتاب المغرب ضد رئيسهم المنتخب عبد الحميد عقار، يأتي الدور هذه المرة على بيت الشعر في المغرب الذي أسسه الشاعر محمد بنيس، وكانت الرسالة المفتوحة التي وجهها هذا الأخير إلى رئيس بيت الشعر الحالي نجيب خداري، هي التي أشعلت فتيل إطلاق النار المتبادل بين أبناء البيت الواحد، وهي الرسالة التي يتندر فيها بنيس من سيطرة الحزبي على المشهد الثقافي، وعودة السياسي لإخضاع الشعر والشاعر لتبعيته، وقد كانا تحررا من تلك التبعية على مدى سنوات، مشيرا إلى أنه أصبحت هناك لغة أخرى في المشهد هي لغة السياسة، وعلى أن هؤلاء السياسيين أتوا ليسيطروا على بيت الشعر، بطريقة اعتبرها، لا قانونية وغير أخلاقية، وبمنطق خيانة الفكرة التي قامت عليها القصيدة.
في المقابل أطلق الشاعر صلاح بوسريف النار على مؤسس بيت الشعر في المغرب، الشاعر محمد بنيس في إطار حملة الردود على رسالة بنيس، أو حرب البيانات والبيانات المضادة، مذكرا رئيسه بالأمس القريب، بان بيت الشعر ليس للتوريث، وعلى أن الرئيس المؤسس وواضع أساسات البيت ، هو نفسه الذي يعمل اليوم على هدمه بالسعي إلى تحويله إلى تركة.
وكان سبق صلاح بوسريف للرد على رسالة محمد بنيس، الشاعر نجيب خداري المقصود بفحوى الرسالة إياها، على اعتبار أنه هو من يتحمل مسؤولية رئاسة بيت الشعر في الوقت الراهن، مؤكدا على أن رسالة الرئيس المؤسس لا تستند على أي أساس، وأعتبرها مجرد تصريحات مزاجية، وأن بيت الشعر لم يتنكر للشاعر ما دام لا زال يواصل ويطور ما قدمه بنيس لهذا البيت في فترة رئاسته له، وكان متسائلا: " لم لا يتحدث إلينا بنيس بدل اختياره لهذا السلوك؟".





في الحاجة إلى النقابة الاقتراحية والمبادرة


كم هو مهني واستراتيجي، ذلك العمل الذي قامت به مؤخرا نقابة مستخدمي القناة الثانية، كشريك فاعل ، مبادر واقتراحي في قطاع بحجم قطاع السمعي البصري الوطني، خاصة في ظل متطلبات وإكراهات تجربة تحرير القطاع، فكان تحرك النقابة على عدة واجهات، حيث التقت معظم الفرق البرلمانية في الغرفتين لشرح الوضع الذي يسير فيه القطاع بشكل عام، ومطالبة مختلف الهيآت الوطنية الاهتمام بهذا الشأن والتحرك على المستوى الآني من خلال اقتراح تعديلات على مشروع القانون، ثم الانخراط في نقاش عمومي حول السياسات العمومية في مجال الإعلام السمعي البصري واقتراح تنظيم حوار وطني أو مناظرة وطنية حول الموضوع، تكون مفتوحة في وجه جميع الفاعلين والفعاليات المهتمة.

ولم تقف نقابة مستخدمي القناة الثانية عند هذا الحد، بل انخرطت في لقاء مع الوزير الوصي على القطاع، خالد الناصري وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، وتطارحت معه حساسية الوضع واستعجاليه الدعم السياسي والمؤسساتي ومأسسة الدعم المادي وفقا للقانون، كما وضعت النقابة هذا الموضوع على طاولة الوزير الأول في الجولة الأخيرة من الحوار الاجتماعي لسنة 2009.

فعلا، نحن في حاجة إلى فعل نقابي مبادر واقتراحي كشريك استراتيجي، ليس فقط في قطاع السمعي البصري، ولكن في مختلف القطاعات الحيوية في البلاد دون تفريط النقابات في حقها النضالي من اجل الدفاع عن حقوق ومكتسبات الشغيلة في المقام الأول والأخير.






الثلاثاء، 12 يناير 2010

التشكيلي الشاب الحسين روال





فنان ينفر من معارض الصالونات..
ويفضل عرض لوحاته للفئات البسيطة من عامة الشعب


أحب طلاء بياض اللوحة وأفتتن بضربات الريشة وعشق الزوايا والمربعات والمكعبات والأشكال الهندسية، وكل ما له علاقة بهندسة اللوحة التشكيلية وكيميائها، هو الفنان التشكيلي الشاب الحسين روال بأفق فني خلاق ومبدع، واسع بحجم سعة الحلم الكامن في دواخله وشساعة طموحه وإصراره على تطويع قماش اللوحة وخليط الألوان ومادة التشكيل والنحث..

من مواليد 1983 بمدينة ابن أحمد، ينتمي التشكيلي والنحاث الحسين روال لأسرة بسيطة ومن بساطة الحياة وألفة المكان والمعاش اليومي، تربت العلاقة الحميمية بين الطفل والأشكال الهندسية واللون والطلاء وسط دروب وأحياء ابن أحمد ببناياتها ودورها القديمة وتشكلاتها الهندسية العتيقة والبسيطة غير المعقدة وبأزقتها الضيقة ومنعرجاتها، كدرب الدشرة الذي رأى فيه الحسين النور ودرب سي حمو والقصبة ودرب غويدة وغيره من الأحياء والفضاءات والأمكنة التي تحمل عبق التاريخ ووهج الذاكرة الحمداوية.
مدينة ابن أحمد المرمية في العراء، ذلك العراء الذي وهبها الساحات الفسيحة سهول وهضاب الشاوية وأمكنة وفضاءات عاصمة أمزاب الكبرى والطبيعة الجميلة لمدينة صغيرة في هندستها سماها بعضهم بمدينة الهامش، لكن هذا الهامش هو الذي أنجب أسماء معروفة اليوم في الفن والثقافة والفكر وفي الصحافة والسياسة والاقتصاد وفي كل المجالات والميادين...

دراسة الفن من أجل الفن..

تشرب مسالك الفن والتشكيل بمدرسة الفنون الجميلة بالدار البيضاء، وكانت هذه هي بداية مسيرته الفنية، حيث تعرف على مختلف أنواع الفنون التشكيلية ومدارسها المتعددة، وعلى فنانين وأسماء تشكيلية كان لها الدور الكبير والفعال في أن يشق الحسين روال طريق الفن التشكيلي من بابه الواسع.
للحسين روال عدة وقفات في مشواره الذي يؤكد على أنه لازال يتلمس فيه الخطوات الصحيحة والصلبة، حتى يتسنى له أن يخدم مجتمعه فكانت دراسته للفن من أجل الفن،
درس على يد فنانين مرموقين بالمغرب وهو ما شجعه على مواصلة المشوار وزاد من إصراره عل تحقيق الحلم، أن يصبح في يوم من الأيام فنانا كبيرا، تأثر بالفنان التشكيلي "سعيد حسبان" وهو الفنان الذي أحبه كثيرا و كان له الفضل الكبير في أن يختار طريق التشكيل وموضوعاته، وكذالك بالفنان التجريدي "حامدي" الذي أخذه الى عالم الفن التجريدي والغوص فيه وبآخرين، إلى جانب تعامله مع فنانين مغاربة تعامل الحسين روال مع فنانين كبار أجانب في إعداد جداريات ومعارض مشتركة ومنهم الفنان كلود هاروت ودالي بوزلماط ونيمو وفنانة من بولونيا كانت مهووسة بجمال المغرب .

لمسة خاصة.. في لوحاته ومنحوثاته

أقام الفنان الحسين روال عدة معارض بمختلف المدن المغربية، واشتغل على عدة مواضيع، كان الإنسان حاضرا فيها بقوة، بتقلباته النفسية والمزاجية، بإنشطاراته وهمومه وأحزانه، بأحلامه وأمانيه وتطلعاته، برغباته ونزواته.. فوظف في إبداع لوحاته ومنحوثاته لمسات وميكانزمات تنتمي لعدة مدارس تشكيلية ولم يتقيد بمدرسة بعينها، مما جعل لوحاته الفنية تتميز بلمسة خاصة، تستعصي على التصنيف..

هو فنان يعشق بساطة الحياة وتستويه ألفة المكان

يفضل الحسين أن يعرض معارضه بالمؤسسات والمهرجانات، على أن يعرضها في القاعات الكبرى، ليس لضيق اليد ولكن أيضا لأن معارض الصالونات، كما قال، تستهدف فقط فئة معينة من المجتمع المغربي، الفئة الراقية، بينما المؤسسات العمومية ومهرجانات مدن الهامش، تستهدف الفئة العضمى من المجتمع المغربي وهي الفئة البسيطة من عامة الشعب المتعطشة إلى مثل هده المبادرات، على عكس فئة القاعات الكبرى التي لاتهتم سوى باسم الفنان وبالقيمة المادية للوحة متجاهلة الموضوع والهدف، مما يفتح المجال لأشخاص لا صلة لهم بالفن التشكيلي وما يتضمنه من مضامين قيمة ورسائل سامية، تتعالى على أية خلفيات أخرى سواء مادية أو مصلحية، حيث سبق له أن شارك في تأطير عدة ورشات للفنون التشكيلية بالمدارس العمومية والأحياء الشعبية، زادته تقربا من الصغار والكبار على حد سواء وعمقت من ارتباطه الحميمي بالفئات الشعبية التي ينحدر منها.
من طموحات ولد ابن أحمد، هي أن يكون سفير المغرب الفني وأن يوصل الفن الراقي الذي يخدم بالدرجة الأولى المجتمع.. وخاصة الفئات الاجتماعية البسيطة التي ترتبط بالتقاليد والعادات والقيم النبيلة والمبادئ العليا والذوق والجمال، إلى العالمية وأن يساعد في إنمائه داخل الوطن وخارجه..
وهذا ما سيتحقق قريبا، إنشاء الله، ما دامت الإرادة والعزيمة تسكن دواخل ووجدان الفنان لمواصلةالمشوار.