الخميس، 21 يناير 2010

لا لجريمة تفويت هكتارات أكبر مستشفى في شمال أفريقيا



من اجل أن يعاود المستشفى الجهوي لداء السل
بابن احمد أداء مهمته الاستشفائية

المستشفى الجهوي لداء السل والأمراض التنفسية، هذه المعلمة الاستشفائية التي بناها الفرنسيون في أربعينيات القرن العشرين، بناية عملاقة تتكون من عدة طوابق بتصميم هندسي وضعه مهندسون وخبراء فرنسيون متخصصون يخضع لمواصفات ومقاييس تخصصاته الاستشفائية (أمراض الجهاز التنفسي) وسط غابة تشغل مساحة عشرات الهكتارات..

المستشفى الذاكرة الذي كان يتميز بتوفره على إدارة تسيير مالي وإداري شمولي في كل المجــــالات ذات الصلة، كانت له فرق صيانة خاصة من النجار والبناء إلى الحداد والرصاص والكهربائي والبستاني وغيرهم.
تعرض المستشفى بعد ذهاب الفرنسيين إلى الإهمال لبناياته وأجنحته التشخيصية والاستشفائية (جناحي الرجــــال والنساء) ولسرقة آلياته والتدمير الممنهج لمرافقه وتجهيزاته، ولاجتثاث أشجاره ومغروساته وإتلاف أزهار حدائقه التي كانت تخصص لاستراحة المرضى والزوار بوسط غابته الشهيرة التي كانت تبدو من بعيد كمنتجع سياحي أوربي..
كانت غابة مستشفى الأمراض التنفسية بابن أحمد حتى وقت قريب تؤدي دورها البيئي والصحي للمرضى الذين كانوا يتوافدون على المستشفى من جميع مدن ومناطق المغرب بالإضافة إلى مرضى دول المغرب العربي.. حيث كان يصنف من أجود وأحسن مستشفيات أمراض الرئة بشمال أفريقيا..
أرشيف المستشفى الجهوي لداء السل والأمراض التنفسية بابن احمد ووثائقه الهندسية بفرنسا والصور الفوتوغرافية المأخوذة له من الجو والتي نشرتها مجلات فرنسية، خير دليل على مكانة هذه المعلمة الاستشفائية..
يراد اليوم لهذا الصرح الطبي والاستشفائي أن يغلق و يدمر، وان يمحى ويمسح من الوجود في أفق تفويت هكتاراته التي تسيل اللعاب إلى مافيات العقار وإلى من تعودوا على اقتراف الجرائم الاقتصادية و الاجتماعية في حق أبناء هذا الوطن. .
كما مسحت محطة القطار من الوجود ارتكبت في حق مدينة ابن احمد وأبنائها العديد من جرائم التدمير والمحو لمعالمها ومرافقها الأساسية، ومآثرها التاريخية ومحو ذاكرتها، أين هو مركب التنس (المنتجع الرياضي والطبيعي للمدينة)؟
أين هو المركز الثقافي الذي كان به المعهد الموسيقى (بناية مفوضية الشرطة بالحي الإداري الفرنسي، حاليا)؟ أين هي التحف المعمارية: بناية البريد القديمة والكنيسة (الكاتدرائية)؟ إلى جانب تدمير طبيعة المدينة ليحط بدلها الاسمنت والاستغلال لثرواتها واستنزاف خيراتها.
تحركت القوى الحية بمدينة ابن احمد وفعاليات المجتمع المدني من صحفيين ومثقفين وحقوقيين، وأخذت على عاتقها التحرك للتنديد بكل مظاهر التدمير والمحو التي تتعرض لها معالم ومآثر ومرافق المدينة خاصة جريمة تعطيل وإغلاق مستشفى أمراض السل بالمدينة في الوقت الذي يجب فيه العمل على ترميم بنايته وإصلاح مرافقه والقيام بتجهيزه وتجديد أجنحته وآلياته في أفق أن يؤدي مهمته الاستشفائية كما في السابق وأكثر ..
على وزارة الصحة بدل الإغلاق، أن تسارع إلى توقيف هذه الجريمة الاجتماعية والبيئية، وأن تفتح السلطات المختصة والبرلمان على علاته تحقيقا حول الوضع الكارثي الذي وصل إليه أكبر مستشفى لامراض السل في شمال إفريقيا..




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق