الثلاثاء، 12 يناير 2010

التشكيلي الشاب الحسين روال





فنان ينفر من معارض الصالونات..
ويفضل عرض لوحاته للفئات البسيطة من عامة الشعب


أحب طلاء بياض اللوحة وأفتتن بضربات الريشة وعشق الزوايا والمربعات والمكعبات والأشكال الهندسية، وكل ما له علاقة بهندسة اللوحة التشكيلية وكيميائها، هو الفنان التشكيلي الشاب الحسين روال بأفق فني خلاق ومبدع، واسع بحجم سعة الحلم الكامن في دواخله وشساعة طموحه وإصراره على تطويع قماش اللوحة وخليط الألوان ومادة التشكيل والنحث..

من مواليد 1983 بمدينة ابن أحمد، ينتمي التشكيلي والنحاث الحسين روال لأسرة بسيطة ومن بساطة الحياة وألفة المكان والمعاش اليومي، تربت العلاقة الحميمية بين الطفل والأشكال الهندسية واللون والطلاء وسط دروب وأحياء ابن أحمد ببناياتها ودورها القديمة وتشكلاتها الهندسية العتيقة والبسيطة غير المعقدة وبأزقتها الضيقة ومنعرجاتها، كدرب الدشرة الذي رأى فيه الحسين النور ودرب سي حمو والقصبة ودرب غويدة وغيره من الأحياء والفضاءات والأمكنة التي تحمل عبق التاريخ ووهج الذاكرة الحمداوية.
مدينة ابن أحمد المرمية في العراء، ذلك العراء الذي وهبها الساحات الفسيحة سهول وهضاب الشاوية وأمكنة وفضاءات عاصمة أمزاب الكبرى والطبيعة الجميلة لمدينة صغيرة في هندستها سماها بعضهم بمدينة الهامش، لكن هذا الهامش هو الذي أنجب أسماء معروفة اليوم في الفن والثقافة والفكر وفي الصحافة والسياسة والاقتصاد وفي كل المجالات والميادين...

دراسة الفن من أجل الفن..

تشرب مسالك الفن والتشكيل بمدرسة الفنون الجميلة بالدار البيضاء، وكانت هذه هي بداية مسيرته الفنية، حيث تعرف على مختلف أنواع الفنون التشكيلية ومدارسها المتعددة، وعلى فنانين وأسماء تشكيلية كان لها الدور الكبير والفعال في أن يشق الحسين روال طريق الفن التشكيلي من بابه الواسع.
للحسين روال عدة وقفات في مشواره الذي يؤكد على أنه لازال يتلمس فيه الخطوات الصحيحة والصلبة، حتى يتسنى له أن يخدم مجتمعه فكانت دراسته للفن من أجل الفن،
درس على يد فنانين مرموقين بالمغرب وهو ما شجعه على مواصلة المشوار وزاد من إصراره عل تحقيق الحلم، أن يصبح في يوم من الأيام فنانا كبيرا، تأثر بالفنان التشكيلي "سعيد حسبان" وهو الفنان الذي أحبه كثيرا و كان له الفضل الكبير في أن يختار طريق التشكيل وموضوعاته، وكذالك بالفنان التجريدي "حامدي" الذي أخذه الى عالم الفن التجريدي والغوص فيه وبآخرين، إلى جانب تعامله مع فنانين مغاربة تعامل الحسين روال مع فنانين كبار أجانب في إعداد جداريات ومعارض مشتركة ومنهم الفنان كلود هاروت ودالي بوزلماط ونيمو وفنانة من بولونيا كانت مهووسة بجمال المغرب .

لمسة خاصة.. في لوحاته ومنحوثاته

أقام الفنان الحسين روال عدة معارض بمختلف المدن المغربية، واشتغل على عدة مواضيع، كان الإنسان حاضرا فيها بقوة، بتقلباته النفسية والمزاجية، بإنشطاراته وهمومه وأحزانه، بأحلامه وأمانيه وتطلعاته، برغباته ونزواته.. فوظف في إبداع لوحاته ومنحوثاته لمسات وميكانزمات تنتمي لعدة مدارس تشكيلية ولم يتقيد بمدرسة بعينها، مما جعل لوحاته الفنية تتميز بلمسة خاصة، تستعصي على التصنيف..

هو فنان يعشق بساطة الحياة وتستويه ألفة المكان

يفضل الحسين أن يعرض معارضه بالمؤسسات والمهرجانات، على أن يعرضها في القاعات الكبرى، ليس لضيق اليد ولكن أيضا لأن معارض الصالونات، كما قال، تستهدف فقط فئة معينة من المجتمع المغربي، الفئة الراقية، بينما المؤسسات العمومية ومهرجانات مدن الهامش، تستهدف الفئة العضمى من المجتمع المغربي وهي الفئة البسيطة من عامة الشعب المتعطشة إلى مثل هده المبادرات، على عكس فئة القاعات الكبرى التي لاتهتم سوى باسم الفنان وبالقيمة المادية للوحة متجاهلة الموضوع والهدف، مما يفتح المجال لأشخاص لا صلة لهم بالفن التشكيلي وما يتضمنه من مضامين قيمة ورسائل سامية، تتعالى على أية خلفيات أخرى سواء مادية أو مصلحية، حيث سبق له أن شارك في تأطير عدة ورشات للفنون التشكيلية بالمدارس العمومية والأحياء الشعبية، زادته تقربا من الصغار والكبار على حد سواء وعمقت من ارتباطه الحميمي بالفئات الشعبية التي ينحدر منها.
من طموحات ولد ابن أحمد، هي أن يكون سفير المغرب الفني وأن يوصل الفن الراقي الذي يخدم بالدرجة الأولى المجتمع.. وخاصة الفئات الاجتماعية البسيطة التي ترتبط بالتقاليد والعادات والقيم النبيلة والمبادئ العليا والذوق والجمال، إلى العالمية وأن يساعد في إنمائه داخل الوطن وخارجه..
وهذا ما سيتحقق قريبا، إنشاء الله، ما دامت الإرادة والعزيمة تسكن دواخل ووجدان الفنان لمواصلةالمشوار.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق