الاثنين، 1 مارس 2010

فاعلون ومهتمون يشخصون أزمة الإنتاج الدرامي التلفزيوني

في يوم دراسي نظمه الائتلاف المغربي للثقافة والفنون


شدد فنانون ومخرجون ومنتجون وإعلاميون على ضرورة فتح حوار مع كل الفاعلين من شأنه الإسهام في إنتاج دراما تلفزية معقلنة وأيضا لاستعادة الثقة مابين كل الفاعلين، ودعا المشاركون في أشغال يوم دراسي حول الإنتاج الدرامي بالتلفزة المغربية نظمه الائتلاف المغربي للثقافة والفنون بدعم من وزارة الاتصال مؤخرا بأحد فنادق الدار البيضاء، إلى مراجعة القوانين المنظمة للإنتاج الدرامي التلفزي بغية تنظيم العلاقة المهنية بين المبدعـين والقنوات التلفزية، والتدبير الشفاف للعلاقات المهنية في مجال الإنتاج الدرامي التلفزي، مع السعي إلى إنجاز اتفاقيات جماعية مابين القنوات والمبدعين والمنتجين المنفذين، وإنجاز عقود نموذجية لكل المتدخلين في العملية الإنتاجية تحدد الحقوق والواجبات، والتفكير في سلالم الأجور لكل المتدخلين في العملية الإنتاجية. كما طالب المتدخلون والفاعلون في مجال الانتاج الدرامي الوطني، بتفعيل قانون الفنان وأيضا بطاقة الفنان بإعطائهما قيمتهما الرمزية كل ذلك من أجـل رد الاعتبار للمبدع، وتحديد عمل لجنة قراءة السيناريوهات ومهامها ووظائفها. ومن جهة أخرى، أكدوا على ضرورة العمل على تطوير الكتابة الدرامية والرقي بها إلى مستوى الاحترافية مـن خلال تنظـيم ورشات لكتابة السيناريو، تشجيع التكوين في الإنتاج الدرامي مع ضرورة خلق علاقة عضويـة مابين التكـوين والمجال المهني، والعمل على إنشاء قنوات خاصة من شأنها خلق منافسة بين القنوات في الإنتاج الدرامي، بالموازاة مع الرفع من الميزانية المرصودة للإنتاج الدرامي التلفزي للتمكين من إنتاج منتجات متنوعة الأجناس، والعمل على متابعة هذا النقاش أولا مابين المهنيين وثانيا بينهم وبين المسؤولين على الإنتاج


مأزق الدراما الوطنية ... أية وصفة؟


وجاء في كلمة المكتب التنفيذي للائتلاف المغربي للثقافة والفنون في افتتاح أشغال اليوم الدراسي حول الانتاج الدرامي التلفزيوني، إن قضايا الإنتاجِ الدرامي التلفزيوني متشعبة، يتداخل فيها الإبداعي بكل أشكاله بما هو إنتاجي، ويتقاطعان بدورهما مع البث والبرمجة، ويَرضَخان لكل ما هو تجاري واستشهاري ليصل المنتوج الدرامي إلى المتلقي تحت مراقبة الهيئة العليا للإتصال السمعي البصري وبتتبع من النقاد والمهتمين.
وطرحت أرضية اليوم الدراسي للحوار والنقاش فيما بين مختلف الفاعلين والمتدخلين في العملية الإنتاجية جملة من الاسئلة المؤرقة، من قبيل:
هل استجابت كلُّ الأطراف لتحقيق الأهداف المرجوةِ من خلال الترسانة القانونية الهامة التي تؤطر القطاع ؟ وهل تحققت الجودة المنشودة بخروج منتوج درامي تلفزي بنسبة تحترم المتلقي وتستجيب لتطلعاته؟ وهل يقوم الفاعلون بأدوارهم الحقيقيةِ كل حسب تخصصه ؟ وهل تراعَى وُتحترم التخصصات ؟ وإلى أي حد تلتزم القنوات التلفزية بدفاتر التحملات التي أمضتها مع الدولة وتتلقى مقابلها ميزانياتٍ هامةً من مال الشعب ؟ وهل يوفر المنتجون الشروطَ الموضوعيةَ لإنجاز الأعمال الدرامية؟ وهل ينخرط المبدعون بجدية في العملية الإنتاجية للمنتوج الدرامي ؟ وهل يؤدي النقدُ دوره كاملا في الحركة الدرامية التلفزية ببلادنا ؟
تساؤلات واستفسارات تفرض نفسها بقوة اليوم وأكثر من أي وقت مضى على موضوع يشكل هاجس كل المغاربة عن مستوى ما يقدمه لهم تلفزيونهم من انتاجات وطنية، في مواجهة غزو القنوات الفضائية لبيوت الأسر المغربية بدون استئذان.


لغة الأرقام ...عوضت الكشف عن المسكوت عنه


من خلال ثلاث جلسات، تناولت محاور "إشكالية الإبداع في الدراما التلفزيونية"، "قضايا الإنتاج الدرامي التلفزي" و"البث والبرمجة"، حاول المتدخلون الإمساك بمأزق الانتاج الدرامي التلفزيوني.
قريبا من لغة الأرقام، بعيدا عن سبر غور التساؤلات والاستفسارات الأنفة الذكر، أشار إدريس أنوار نائب المدير العام للقناة الثانية، بأن الانتاج الوطني يعرف منافسة قوية من طرف عدة قنوات، واستعرض جهود القناة لتطوير الانتاج الوطني بتخصيصها اعتمادات مهمة لذلك، ومشيرا إلى أن "دوزيم" قامت منذ تأسيسها إلى الآن بإنتاج 120 تيلي فيلم و30 مسلسلا وسيتكومات وتعاملت مع أكثر من60 شركة إنتاج وأزيد من70 مخرجا و80 سيناريستا، لم تخلو مداخلة ممثل قناة عين السبع من استعراضها لسيل من الإكراهات والمعيقات التي تحول تطوير الإنتاج الوطني حددها أنور أساسا في الوسائل المادية والتقنية والبشرية.
توفيق بوشعرة ، مدير الانتاج الدرامي والفني بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية ممثلا للقناة الأولى ( القناة الأم)، تحدث في مداخلته بفرنسية متفائلة واعتبر أن مثل هذه اللقاءات التي تجمع كل المكونات المهتمة بموضوع الانتاج الدرامي بالتلفزيون المغربي تعتبر فرصة لتقييم العمل واستشراف المستقبل.
في وقت أشار فؤاد سويبة ممثل وزارة الاتصال رئيس مصلحة تنمية الإنتاج الوطني بمديرية الدراسات وتنمية وسائل الإعلام والسنيما وحقوق المؤلف، في كلمته، إلى أن الوزارة فتحت عدة أوراش لتطوير الإنتاج الوطني وأنها وضعت أسسا جديدة ومتينة ووظفت أموالا هامة لتحقيق هذا الهدف، وأن الوزارة قامت كذلك بإعداد دفاتر تحملات تهم الإنتاج الدرامي والأفلام القصيرة والطويلة والوثائقية والبرامج.


وحدها تدخلات الفنانين ... وضعت الأصبع على الداء


في تدخلات معظم الفنانين المغاربة الذين شاركوا في النقاش إقرار بوجود أزمة مركبة وعميقة، تعوق تطوير الانتاج الدرامي المغربي في تلفزيونه، حيث انتفض الكوميدي محمد الجم والممثل محمد بسطاوي والمسرحي والزجال أحمد الطيب العلج، اكثر من مرة احتجاجا على المتدخلين، حتى يبتعدوا عن تقديم دروس أكاديمية، ويتقيدوا بصلب الموضوع ويضعوا الأصبع على موضع الداء / الجرح الذي تنزف له عملية إنتاج الدراما التلفزيونية، وقال الممثل صلاح الدين بنموسى، من العار ونحن في سنة 2010 أن تقدم قنواتنا لجمهور مغربي أعمالا مكسيكية وتركية وكورية وهندية... والأنكى من ذلك، يضيف بنموسى أن تعمل على دبجتها إلى الدارجة المغربية، على حساب المنتوج الدرامي الوطني، نعم للانتاجات المشتركة مع بلدان عربية متقدمة في هذا المجال.
في نفس الإطار، أشارت الممثلة نعيمة إلياس إلى أن عملية الدبلجة يقوم بها ناس لا علاقة لهم بالفن بمبلغ 8 دراهم "للريبليك" الواحد، واعتبر المخرج عزيز السالمي الدبلجة تعسفا على مهنة الفن والفنانين بلادنا.
وقالت نعيمة إلياس أنها منذ 1970 وهي تحضر مثل هذه الندوات واللقاءات، دون أن تلمس أي تطور وتغيير يذكر، وأوضحت إلياس أن الممثل المغربي يعاني اكثر وأعطت كمثال عن معاناة الفنان أن عملا تلفزيونيا يصور في 2006 وتعيد بثه قنواتنا لخمس أو ست مرات، مؤكدة أن ألإعادة لا يستفيد منها الفنان.


عن رهاناتهم، قالوا في تصريحات خاصة بكنال:


مجلة "كنال أوجوردوي" واكبت فعاليات اليوم الدراسي حول الإنتاج الدرامي بالتلفزيون المغربي، واستقت آراء لفنانين ومخرجين ومنتجين ومسؤولين عن قنوات تلفزية.
في التصريحات التالية طموحات مشروعة للفاعلين في العملية الإنتاجية وانتظاراتهم ورهاناتهم الكبرى بخصوص موضوع الانتاج الدرامي الوطني هاجس كل مغربي اليوم..


توفيق بوشعرة (مدير مديرية الإنتاج الدرامي بالشركة الوطنية)


من رهاناتنا هو هذا اللقاء الذي ينظم اليوم، لربط التواصل بين المنتجين والفنانين والقنوات الوطنية، ورهاننا الأساسي هو تطوير الإنتاج الدرامي التلفزيوني ووضع وسائل تحسينه، وحتى نكون في مستوى مواجهة غزو انتاجات القنوات الفضائية، علينا نبدأ من الأساس الذي هو "السيناريو".


إدريس أنور (نائب المدير العام لقناة "دوزيم")


تحسيس الفاعلين في هذا الميدان بأهمية وخطورة الإنتاج الوطني، حتى يقف في وجه غزو الإنتاج الأجنبي، وينافس بالتالي انتاجات القنوات الفضائية، القنوات المغربية ليس لها خيار آخر، إلا أن تطور نفسها بإمكانيات مهمة، حتى تكون هناك قفزة نوعية لتطوير الأداء على مستوى الكم والكيف حتى يمكننا منافسة هذه القنوات الأجنبية.


حسن النفالي (الرئيس المنتدب للائتلاف)


الرهانات الأساسية أولا الوقوف على مكامن الخلل، من خلال هذه الندوة حول الإنتاج الدرامي التلفزيوني بالمغرب، لنرصدها ونشخصها، ونحاول أن نجد لها الحلول الممكنة والمعقولة، الحلول على مستوى التشريعي والقانوني، والحلول على المستوى البشري، والحلول على المستوى التنظيمي، هناك مبادرات ولكنها تظل مبعثرة غير منظمة، يجب تجميعها وتنظيمها، وتأطيرها قانونيا وإيجاد الآليات الكفيلة بذلك، ويجب وجود الإمكانيات المادية والتقنية لمسايرة ما نطمح إليه، لان الطموح شيء والواقع شيء آخر، نحن كائتلاف مستعدون للدفاع عن تطوير المنتوج الدرامي التلفزيوني لدى الحكومة ولدى كل المؤسسات المعنية، ولكن يجب أن تعترف هذه الجهات المسؤولة بجوانب الخلل الذي يعيق الانطلاقة الصحيحة للعملية الإنتاجية ككل.


الفنان الكوميدي محمد الجم


الطموحات أقوى من أي رهانات مهما كانت مشروعة، لأننا تعودنا نحن بالخصوص في هذا الميدان، على انه قطاع معقد ومشبك، نحاول على الأقل أن نخلق حيزا من الأمل لنعيد تجديد الطموح، أما بالنسبة" للهضرة على الورق، هاذ الشي راه كثير..." نتمنى، ما دمنا دائما نعيش على الأمل، والأمل هو الذي جعلني أنا شخصيا، أنتمي إلى هذه المهنة ما يفوق 36 سنة، دائما يظل الأمل كبيرا ، أعتقد أن هناك انفراجات وشباب طموح نحو التغيير والتجديد والخلق والإبداع، طاقات واعدة موجودة وفضاءات كل ما يتعلق بالإنتاج متوفرة، ينقص فقط انخراط الخواص في قطاع الإنتاج، فهو قطاع واعد ومثمر، والاستثمار فيه مضمون، ولهذا لنا أمل في الناس الذين توفرون على إمكانيات مالية أن يتحركوا في هذا القطاع لإنعاشه والدولة من جهتها كذلك تتحرك في قطاع البنية التحتية، لأنه نصطدم بقلة المسارح وقاعات العروض والمركبات الثقافية، نتمنى أن تتغير هذه الوضعية مستقبلا والأمل كبير، إن شاء الله.


رشيد فكاك (ممثل)


نرحب بفكرة اليوم الدراسي، وإن كنت اعتبرها غير كافية، فعلى الفاعلين في هذا الميدان وهم المعنيون بالدرجة الأولى، أن تكون لهم أجندة للقاءات منتظمة طيلة السنة، للتواصل فيما بينهم وتبادل الآراء، حتى تكون لديهم قوة اقتراحيه، لأنه لا يمكن لإدارات التلفزيونات كفيما تكون، أنها تعوض الفنانين والتقنيين والمنتجين، في مجال السمعي البصري، من كتاب سيناريو ومخرجين وممثلين وغيرهم، مع التفكير مستقبلا في أن يكون لهؤلاء الفاعلين المباشرين في المجال دور وازن فيما يبث، كقوة اقتراحيه وكقوة ضاغطة ضاغطة بالمفهوم الايجابي.


هشام بهلول (فنان)


الرهان الأكبر هو التواصل فيما بين الفاعلين في هذا المجال، وفتح نقاش عميق بين كل الفعاليات التي يهمها شأن الإنتاج الدرامي التلفزيوني في المغرب، أكيد أنه بعد عرض الأعمال الرمضانية، كانت هناك آراء ومواقف متباينة، لدى الجمهور الذي من خلاله نجد الصحفي والناقد والمهتم والفنان والمثقف والأديب، فكل هؤلاء المتدخلين في الشأن الدرامي التلفزيوني، يهمهم الرقي بالإنتاج الوطني.


مصطفى الزعري (ممثل)


أول شيء ايجابي هو هذه "اللمة" التي تجمع الفنانين والمخرجين والمنتجين والمسؤولين على القنوات التلفزية، ومن خلال مثل هذه الندوات واللقاءات يتم التفكير في مستقبلهم المهني، ومثل هذه اللقاءات بين الفنانين والمنتجين والمشتغلين في التلفزيون، ضرورية ومهمة، شريطة أن تكون مستمرة ومنتظمة، حتى لا نظل متخلفين عن الركب، ولكن بفضل مبادرات مثل هذه، لابد أن نخرج بنقط مهمة تكون ربحا لنا.


إدريس الإدريسي (منتج ومخرج)


أي جلسة من هذا النوع تناقش موضوع يشكل أكثر من اهتمام المواطن، بل هو هاجس كل مغربي اليوم، ماذا ينتظره من تلفزيونه مما يقدمه له من منتوج درامي، لاسيما وأن الإنتاج الدرامي يشكل حجر الأساس في البرمجة التلفزيونية، وبالتالي أي نقاش الآن يمكن أن يصب في تطوير الإنتاج الدرامي في المغرب، لا يمكن إلا أن يكون ايجابيا.


حسن غنجة (مخرج بالقناة الثانية)


نطمح إلى تنظيم قطاع الإنتاج الدرامي في التلفزيون المغربي، والإنتاج الوطني بصفة عامة، ولما أقول النظام، أعني أن تكون لنا أرضية واضحة، تعطى أهمية كبرى وقيمة للكتابة الدرامية، لأنها هي المحور الرئيسي في العملية الإنتاجية ككل لإبداع أعمال جادة في المستوى، مع تقنين الولوج إلى مجال الانتاج الدرامي التلفزيوني للسير إلى الأمام بخطى واثقة.

































ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق