الخميس، 9 يوليو 2009

مغاربة إسبانيا والأزمة…جرأة الطرح في تحقيق محمد خاتم



مرة أخرى، يبصم الزميل محمد خاتم على حلقة جريئة من "تحقيقاته" المتلفزة، بالصورة والصوت تناولت حلقة جديدة من البرنامج الشهري "تحقيق" على شاشة القناة الثانية "دوزيم"، معاناة المهاجرين المغاربة المقيمين على ارض الفردوس الموعود/ المفقود في نفس الآن إسبانيا..
في ربورطاجات وتقارير أنجزها الطاقم الصحفي المعد لبرنامج "تحقيق"، رصد محمد خاتم بمهنيته الإعلامية المعهودة عذابات مغاربة يعيشون بين حرقة الرحيل والتعويض الهزيل وبين البقاء بدون شغل ولا مشغلة وما يستتبع ذلك من ضياع لمستقبل كثيرا ما حلموا بتحقيقه بسواعدهم وعرق جبينهم.
نقل "تحقيق" محمد خاتم الظروف القاسية التي أصبحوا يعشونها، وكيف تغير مجرى حياتهم بسبب الكساد الذي عرفته السوق العالمية، في ظل الوضع الاقتصادي المتأزم، وهو ما أملى على الحكومة الإسبانية تبني تخريجة ما يسمى ببرنامج "المغادرة الطوعية للأراضي الإسبانية"، حيث أصبح أزيد من 86 ألف من هؤلاء المغاربة بدون عمل، من مجمل رقم 700 ألف مغربي يوجدون في الديار الإسبانية، وبموجب هذا القانون التخريجة ستحصل الأسر الراغبة في العودة إلى المغرب على تعويضات تحدد حسب سنوات العمل التي قضاها المهاجر في الديار الإسبانية.
هذا الطرح لم يكن في مستوى تطلعات جل المهاجرين لارتباطهم بهذا البلد، بل إن معظمهم كون أسرة هناك، ووجد أن المستقبل الذي حلم به سيتبدد في رمشة عين.
إلى أي حد تضررت الجالية المقيمة بإسبانيا من تداعيات الأزمة المالية العالمية؟ كيف انقلبت الموازين وأجهضت الأحلام؟ ما هي الآفاق المستقبلية لهؤلاء المغاربة ولعائلاتهم؟ ما هو الحل: هل العودة إلى أرض الوطن كرها؟ أم البقاء في بلد ساهمت سواعدهم في بنائه؟
هي نفس الأسئلة الحارقة التي طرحها محمد خاتم وهو يعد حلقة برنامجه "تحقيق" محاولا الإجابة عنها على لسان مواطنين مغاربة قد يلفظهم فردوسهم الذي كانوا يبحثون عنه ويجاهدون من اجل الوصول إليه بأي ثمن، ولو عن طريق مغامرة "الحريك" وقوراب الموت، أو بطريقة مشروعة كعقود الشغل، سرعان ما تبخرت أحلامهم وتحول مقامهم بشبه الجزيرة الإيبيرية إلى سراب وجحيم لا يطاق، بفعل تأثيرات الأزمة الاقتصادية العالمية بعد أن فقدوا شغلهم مصدر عيشهم الوحيد، هي الأسئلة الحارقة ذاتها لازالت تطرح وتلاحق السواعد المغربية التي بنت اقتصاد إسبانيا وساهمت في تقدم وتطوير البلد عبر عقود من الزمن، بعد أن كان نفس البلد حتى وقت قريب بلدا فقيرا، ومواطنوه الإسبان يشتغلون جحافيل في أوراش البناء وفي مزارع وضيعات فلاحية في المغرب.. ترى هل هو مكر الصدف أم أن التاريخ يعيد توزيع الأدوار والحقب؟؟




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق