الأربعاء، 8 يوليو 2009

نحو تجسير العلاقة ما بين الإعلامي والمبدع






هل هي دائما صدامية...علاقة الصحافي بالفنان وبالأعمال الدرامية المغربية؟؟

قليلا ما يلتفت إلى طبيعة العلاقة التي تربط عادة ما بين الصحافي والفنان أو الصحافي الناقد بالعمل الفني الوطني بشكل عام، قيل في الانتاجات الوطنية خاصة منها الانتاجات الرمضانية الكثير وأسيل مداد سرعان ما يجف ليظهر من جديد على صفحات ملاحق الصحف و الجرائد والمجلات الفنية المتخصصة، إلى حد أنه لا تجف أقلام النقد الفني على مدار السنة..
ولا تقتصر المتابعة الإعلامية على شهر رمضان فقط، بل قبله وبعده، ويمكن القول على طول السنة، لكن أحيانا، نجد أن للمشاهد المغربي رأي آخر ورغبات غير التي يعبر عنها الإعلام..
هل المتابعة الإعلامية تعكس حقيقة مستوى الانتاجات الدرامية المغربية؟ وهل التناول الإعلامي يتميز بالموضوعية والنقد البناء؟ وهل تنعم العلاقات الفنية الإعلامية، بين مزدوجتين، في نقد أو تكريس الأعمال الفنية الهابطة والمتواضعة من حيث مستواها الفني والتقني؟
هل حان الوقت لنضع هذه العلاقة في ميزان النقد، ونطرح السؤال مباشرا: هل فعلا تلك العلاقة هي علاقة بريئة؟ هل هي علاقة تفيد أم لا تفيد؟ إلى أي حد يبالغ الصحافي في مدح عمل معين أو في نقد عمل معين؟
في هذه الورقة تطرح كنال أوجوردوي سؤال علاقة الصحافي بالفنان، على أسماء صحافية وفنية وكتاب سيناريو وعلى ومهتمين بالإنتاج الدرامي الوطني، فكانت آراؤهم ووجهات نظرهم تختلف من واحد إلى آخر تبعا لاهتماماته ومجال اشتغاله الذي يربطه بالإنتاج الوطني .. تابعوا معنا التصريحات التالية:

حسن النفالي/ رئيس الائتلاف المغربي للثقافة والفنون

لابد من أن نكون جريئين لنضع هذه العلاقة
في ميزان النقد ونقول الحقائق كما هي

علاقة الصحفي / الناقد الفني بالفنان هي موضوع نضعه في صلب اهتماماتنا داخل برنامج الائتلاف المغربي، سننظم إن شاء الله ندوة تحت عنوان " تجسير العلاقة ما بين الإعلامي والمبدع"، ويجب أن نكون صرحاء مع بعضنا البعض، ونكون جريئين لنضع هذه العلاقة في ميزان النقد، ونطرح السؤال مباشرا: هل فعلا تلك العلاقة هي علاقة بريئة؟ هل هي علاقة تفيد أم لا تفيد؟ إلى أي حد يبالغ الصحافي في مدح عمل معين أو في نقد عمل معين؟... إلى غير ذلك.
ويظهر لي أنه لابد من أن نكون جريئين، ونقول الحقائق كما هي، ونعري على الأشياء لا من جانب الفنانين ولا من جانب الصحافيين، حتى يتسنى لنا أن نطور مجال الإبداع الفني ببلادنا ونسير به إلى الأمام.

محمد الضو السراج/ النقابة الوطنية للصحافة المغربية

نقد العمل الفني يعطيه رؤية وتقييما

بالنسبة للعلاقة ما بين الصحافي والفنان الشامل بصفة عامة، سواء في الدراما أو الفن أو في الغناء، أولا الصفة التي تجمع الاثنين هي صفة الإبداع كل واحد في مجال اشتغاله، ولكن في الحقيقة تصلنا في النقابة الوطني للصحافة المغربية بعدة ملاحظات، تتعلق بتصادمات تقع أحيانا في بعض التظاهرات الفنية، أو في تصوير إحدى الأعمال الدرامية، يكون صدام أحيانا ما بين الفنان والصحافي، وإن كان لا يكتسي طبيعة مهنية بقدر ما يكون له صبغة شخصية، لذلك كنا عقدنا لقاء مع حسن النفالي رئيس الائتلاف المغربي للثقافة والفنون، وتكلمنا في هذا الموضوع على أساس أنه نصدر مذكرة مشتركة أو ميثاق يحدد العلاقات بين الطرفين خاصة المرتبطة بالمهنة، أثناء عمل الصحافي أو عمل الفنان.
وفي نظري الشخصي أن علاقة الصحافي بالفنان لا يجب أن تصل إلى درجة الصدام لأنهما معا، يشتغلان في معترك فني إبداعي مرتبط بالحرية وبالإمكانيات أيظا في المجالين الصحفي والفني، لذلك ضروري أن يكون هناك تحالف الصحافي يدافع عن الأعمال الدرامية الوطنية والأعمال الفنية بصفة عامة، وأن الفنان ضروري أن يأخذ في اعتباره أن الصحافي يبحث عن الحقيقة، بوسائله الانتقادية، وأن هناك بعض الفنانين تكون لديهم حساسية تجاه النقد والانتقاد، وهذه مهمة الصحافي مهمة تنوير الرأي العام، والنقد في حد ذاته لا يدمر العمل الفني بقدر ما يعطيه تقديم ورؤية وتقييم أيضا.

عبد الإلاه الجوهري/ ناقد سينمائي

الأمانة الإعلامية تفرض علينا أن ننوه بالأعمال الجيدة

أعتقد بأن أي عمل عمل، لابد وأن يقف ورائه أو أمامه أقلام لكي تسنده أو لكي تقوم اعوجاجه إذا كان هناك أخطاء أو ما شبه ذلك، بمعنى أن التفاعل ضروري ما بين المبدع والصحفي، يجب أن أسجل، وأنا هنا ليس فقط بصفتي كمخرج برنامج "كاميرا الأولى"، ولكن أيضا كناقد سينمائي، أقول أن هناك للأسف بعض الأقلام الصحافية ولا أعمم، لان هناك أقلام صحفية متخصصة، بعض الأقلام الصحفية التي هي في بدايتها وتبحث عن نفسها، وتكتب عن أشياء ربما لا تعرفها عن عمق، ونتمنى لهذه الأقلام أن تتطور أكثر، وان تتعامل مع المضامين الفنية والتقنية أكثر مما تتعامل مع وجوه أو أشخاص، فمثلا عندما أنتقد سلسلة معينة، أن انتقد بنائها الفني والتقني والجمالي، فنحن نطالب بشيء من الاحترافية في التعامل مع كل ما تنتجه القنوات التلفزية المغربية، ويجب أن نرى دائما الأشياء بمنظار أسود، هناك أشيء جميلة جدا، الأمانة الإعلامية تفرض علينا أن ننوه بها، وأشياء اقل جمالا نطلب أن تصحح وأن تكون في المستقبل أحسن.

مصطفى المسناوي/ سيناريست وناقد فني

للأسف هناك صحافيين يكتبون عن أشياء لا يشاهدونها

عن تجربة شخصية من خلال معرفتي بالعديد من الصحافيين، للأسف الشديد، يكتبون عن أشياء لا يشاهدونها، ولما تسأله إن شاهد العمل، يقول لك بكل بساطة ليس ضروريا أن أشاهده، ولكنك كتبت مقالا عن نفس العمل وحكمت عليه "أنه ما فيه ما يتشاف".
ثم هناك مسألة أخرى حتى ولو جلس الصحافي لمشاهدة عمل درامي معين، هل فعلا يشاهده أم لا، لان مشاهدة الأعمال الدرامية، يجب أن تكون مشاهدة حقيقية، يعني لابد من معرفة مسبقة بأولويات أو تقنيات المشاهدة، والتي تجعل الصحافي متخلفا جدا، وأنا أتحمل مسؤوليتي في هذا القول، عن المشاهد، لماذا؟ لأن المشاهد يتميز عن الصحافي الذي يكتب بالخصوص عن المادة التلفزيونية، يتميز عنه بكونه له ما يكفي من الوقت للجلوس أمام التلفاز ويشاهد الأعمال الدرامية، سواء على القنوات المحلية أو على الفضائيات العربية، واستطاع أن يكتسب حدا أدنى من التكوين، يسعفه على الأقل في التمييز بين ما هو جيد أو متوسط أو رديء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق