الثلاثاء، 7 يوليو 2009

الفنانة كريمة العلوي: أعشق الأغنية الطربية التي تعتمد مجهود حسي مرهف وطاقة صوتية هائلة



الفنانة كريمة العلوي هي صيدلانية وفنانة عاشقة للأغاني الكلاسيكية والأغنية العربية الطربية، هي كذلك رئيسة لجمعية "رشاقة للرياضة والثقافة" التي تعنى برشاقة الجسم .. في البدء عشقت أداء روائع أسمهان بالدرجة الأولى غير أن كريمة العلوي لم تظل حبيسة تقليد الأغاني العربية الكلاسيكية، بل صقلت موهبتها الغنائية ووقعت على بصمتها الفنية الخاصة فادت أغاني مغربية جميلة، تعاملت فيها مع الثنائي الأستاذ الزجال محمد الوافي والملحن الكبير الفنان شكيب العاصمي..
عن عشقها للفن والرياضة عن تلازم الموسيقى والرياضة في حياتها، تبوح الفنانة كريمة العلوي..

س: من هي كريمة العلوي .. وكيف جاءت إلى فن الغناء والطرب؟
ج: كريمة العلوي هي أولا رياضية حبي وعشقي للفن جاء متوازيا مع الرياضة، لأنني ولدت في بيت فيه الفن والرياضة، فوالدي محمد العلوي رحمه الله كان رئيس القسم الثقافي والاجتماعي بولاية الدار البيضاء الكبرى، طيلة سنوات طفولتي كان يصحبني معه إلى الملاعب وإلى المسرح والمعهد الموسيقي، يصحبني معه إلى كل مكان يشهد أنشطة ثقافية وفنية.
بدأ حبي وعشقي للفن بالرقص الكلاسيكي (الباليه) كبداية، وفي نفس الوقت كنت اعمل الموسيقى الكلاسيكية، ومن بعد تعلمت القانون وآلة البيان والعود، أخذت فكرة تقريبا عن عدة آلات موسيقية حتى اختار الآلة الموسيقية التي ستعجبني وتناسب ميولاتي الموسيقية، وفي نفس الوقت درست سبع سنوات الغناء الكلاسيكي حتى أتمكن من الوصول إلى القيمة الفنية للراحلة أسمهان، وأتمكن من مجاراة صوتها القوي وأغني بالتالي روائعها الخالدة كما تغني "طيور" و"ليالي الأنس"... وغيرها من الخالدات، بكل إحساسها وبكل نبراتها الصوتية تأثرت بها كثيرا .
وطبعا استمع لسيدة الطرب العربي أم كلثوم، والموسيقار محمد عبد الوهاب، وكل الأغاني العربية الطربية التي فيها مجهود حسي مرهف وفي نفس الوقت تؤديها طاقة صوتية غير عادية، هذا ما كان يجذبني أكثر.

س: هل ظلت كريمة العلوي حبيسة أداءها للأغاني العربية الخالدة أم أن لها أعمالها الغنائية الخاصة التي تحمل توقيع وبصمة الفنانة كريمة العلوي؟
ج: كما تعرف أن أي فنان في بدايته الأولى وهو يشق طريقه لابد له من أن يتأثر بفنان معين كي يضع بصمته في مسيرته الفنية، وأنا أول ما تأثرت به في الأغنية المغربية العصرية، تأثرت بالملحن شكيب العاصمي، وأنا جد محظوظة لما التقيت مع الفنان الكبير شكيب العاصمي، الذي يتمتع بصيت كبير في الساحة الفنية المغربية.
بدايتي مع شكيب العاصمي كانت بأغنية "يا سلام على السلام"، وغيرت لها العنوان فيما بعد ب"عاشقة السلام" ، وهي من كلمات الوافي فؤاد وطبعا لحن شكيب العاصمي، الذي اعتبر أن له عطف أبوي وفي نفس الوقت فنان يعمل في صمت، وبتواضع الكبير لا يجري وراء الشهرة وحب الظهور.
ومن بعد سجلت قطعة غنائية تحمل عنوان "بويا العزيز عليا" تخليدا لذكرى أبي رحمة الله عليه، وأهديها لجميع الآباء المغاربة وفي العالم كله، فالأب كذلك له مكانة كبيرة في قلب أي إنسان كما هي الأم، بالإضافة إلى أغنية دينية هي " سبحانك يا آ الله"، ودائما من كلمات الأستاذ محمد الوافي وتلحين الفنان شكيب العاصمي.

س: عشقك الثاني بالإضافة إلى الأغنية هو الرياضة وشعارك دائما هو "العقل السليم في الجسم السليم" وتلازم الموسيقى والرياضة، ماذا عن الجمعية الرياضية التي تنشطين في إطارها؟
ج: طبعا تلازم الموسيقى والرياضة، لأني كنت سأسمي الجمعية ب "العقل السليم في الجسم السليم"، ولما كانت جمعية نسوية، قلت مع نفسي "رشاقة" هي أقرب إلى المرأة، فأي امرأة كيفما كان مستواها تحب الرشاقة وتحب أن يكون لها جسم رشيق حتى ولو كان سنها سبعين سنة.
جمعية "رشاقة للرياضة والثقافة" قامت منذ تأسيسها بالعديد من الأنشطة واللقاءات، نظمنا مجموعة من الخرجات الترفيهية والاستجمامية بالهواء الطلق، وعضوات الجمعية يمارسن عدة رياضات نسوية ويأخذن دروسا في "الإيروبيك"، "جيم"، "اليوغا"، "ستريتينغ" وكل الرياضات التي تساعد على اكتساب الرشاقة الجسمانية.
وهذه السنة احتفلنا في أطار جمعية "رشاقة للرياضة والثقافة" بالمرأة، فاستضفنا النساء الرياضيات والفنانات في نفس الوقت، صديقات وزميلات لهن حس جميل في الفن وفي الرياضة، بمشاركة فنان شاب هو سعيد نور يعمل هو الآخر في المجال الصيدلي.
كخطوة أولى كانت تجربة ناجحة بكل المقاييس أتمنى، إن شاء الله، أن تصبح تقليد سنوي تنظمه الجمعية تكريما واحتفاء بالمرأة المغربية الفنانة والرياضية.

س: لك تجربة فنية واعدة وأكيد تمتلكين رؤية وتصور عن الأغنية المغربية، هل وضعية الأغنية المغربية اليوم بخير؟
ج: الأغنية المغربية هي في حاجة إلى الدعم وفي حاجة ماسة إلى شركات الإنتاج الوطنية التي تخدم تراثنا الغائي الأصيل، أما أي فنان مغربي كيفما كان اللون الغنائي الذي يؤديه سواء الأغنية الشعبية أو الأغنية المغربية الهادفة فيها موضوع جميل تسمعه كل العائلة، لابد وأن تكون له غيرة على الأغنية المغربية بشكل عام إلى جانب الاجتهاد والدعم، أي ذلك الفنان الذي يحترم الفن الذي يقدمه لجمهوره.

س: ماذا عن طموحاتك الفنية المستقبلية؟
ج: طموحي الكبير هو أنني اعرف بالأغنية المغربية، لأن كل من يزور المغرب إلا ويعود إليه مرة أخرى إن لم أقل يزور المغرب مرات ومرات، لجمال طبيعته المتنوعة وبأنماطه الفنية وإيقاعاته الموسيقية والفلكلورية المتعددة، أتمنى أن يكون لي الحظ وأتعامل مع ملحنين مختلفين، يمنحونني اللحن الذي يناسب صوتي، وأقدمه في أجمل صورة وأوقع على بصمة خاصة بكريمة العلوي في الميدان الفني الوطني.

كلمة أخيرة
احيي عاليا مجلة كنال أجوردوي لأنها تتيح للفنان الشاب فرصة للتعبير والتواصل مع جمهوره وإمكانية الكشف عن آماله وطموحاته الفنية، وأتمنى من الذين يشتغلون في الحقل الفني أن يفسحوا المجال للطاقات والمواهب الشابة من خلال تنظيم مهرجانات للموسيقى والأغاني الطربية الأصيلة، كما يفسحون المجال للموسيقى الشبابية في العديد من المهرجانات والسهرات على امتداد التراب الوطني.














ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق