السبت، 18 يوليو 2009

الفنانة الفلسطينية الملتزمة ميس شلش: وحدتنا الوطنية هي انتصارنا



الرائعة ميس : لن أغني لغير فلسطين والأرض العربية

سعيد فردي في حوار مع صوت الوطن الجريح الفلسطينية ميس شلش

الأغنية الوطنية الملتزمة هي دعم ومساندة للقضية الفلسطينية

حاورها في المغرب : سعيد فردي

هي فلسطينية لاجئة ولدت في عمان بالأردن لكنها تشعر بألم كبير لما تقوم به إسرائيل في فلسطين فغنت للانتفاضة والأرض والحرية وللقدس، إنها صوت الحرية ميس سعود مصطفى عبد القادر أو "ميس شلش" فنانة فلسطينية ملتزمة، تتميز بصوتها القوى الشجي ولدت عام 1989 وأغلب أناشيدها وأغانيها وطنية تدور حول القضية الفلسطينية والانتفاضة..
بدايتها الفنية كانت مع انتفاضة الأقصى عندما كانت في الحادية عشرة من عمهرها فأدت نشيد "صوت الحرية"، ثم "جنين" الذي جاء بعد مجزرة جنين، ثم العديد من الألبومات التي كان أبرزها "خنساء فلسطين"، حيث جسدت فيه دور "أم محمد فرحات" التي ودعت ابنها وهو ذاهب للشهادة.

نالت ميس الكثير من الجوائز وشاركت في الكثير من الملتقيات والمهرجانات الفنية في العالم العربي ومنها المغرب، التقت كنال أوجوردوي ميس شلش سفيرة الوطن الجريح على هامش المهرجان الذي نظمته مؤخرا جمعية كشافة المغرب تضامنا مع صمود قطاع غزة وإحياء لروح المقامة الفلسطينية الباسلة، فأخذنا معها في الدردشة التالية:

س: شعورك الفنانة ميس شلش وأنت تتواجدين في بلدك الثاني المغرب؟
ج: هو شعور وإحساس كثير حلو صراحة، قبل أن أتي إلى المغرب شاهدناكم تطلعون في مسيرات ومظاهرات مليونية، افتخرنا جدا ورفعنا رؤوسنا على الشعب المغربي، وعلى الأعداد التي طلعت للشارع لمساندة القضية الفلسطينية وخصوصا للوضع الذي صار في غزة، كان يعني فعلا وقف الشعب المغربي وقفة رجل واحد للتضامن ومساندة إخوانه الفلسطينيين.

س: هل أنت مرتاحة نفسيا ميس لما أفتى لك الشيخ القرضاوي، وأجاز لك الإنشاد إلى جانب الرجال؟
ج: أنا كنت مقتنعة من قبل ما يفتي لي يوسف القرضاوي، لأنه هذه المرأة ليست عورة ما دمت أنا أقدم رسالة مشرفة وهادفة، أقدم قضية أحكي فيها عن معاناة شعبي، أنا لما كنت أسأل الشيخ القرضاوي لارتاح بشكل كامل، حتى لا أشعر بأي ذنب..
ولما أفتاني (أجاز لي الإنشاد)، شعرت براحة زيادة وشعرت في النهاية بأن أي ذنب سيقع سيقع عليهم، لأنني سألت علامة كبير وقال مادام أنت لا تهدفي لا إلى الشهرة ولا إلى المال، ومادام تحمسين شبابنا وأجيالنا للجهاد وعم تشرحين لهم عن قضايا الأمة العربية حتى لا ينسوها لا يكون في هذا حرج.

س: ماذا عن الأغنية الفلسطينية الملتزمة في ظل العدوان الإسرائيلي وفي ظل الحصار المضروب على أهالينا في قطاع غزة.. هل هناك تأثير عليها؟
ج: عندما نتحدث عن التاثير الايجابي، أنا بالنسبة لي أرى أن الأغنية الفلسطينية الأغنية الوطنية تجعل الناس دائما يتذكرون قضاياهم المصيرية، حتى وإن راحت هذه القضايا، مثل موضوع انتصار غزة وحتى لو مرت الأيام والسنين ستظل تذكرنا هذه الأغنية الوطنية بغزة ، والشيئ الايجابي للأغنية الوطنية الملتزمة أنها تصحي الأمة العربية النائمة، فيه ناس تعاني وفيه شعوب وأطفال لا تعيش بسلام، ومثل ما نحيي حفلا فنيا في المغرب وتأتـي أعداد كبيرة من الجماهير وتغني معنا وفيه ناس تبكي، فهذا دليل على أن الأغنية الوطنية تؤثر على مشاعير الناس، ونفرغ نحن كفنانين وطنيين المشاعر والكلام الذي لا تستطيع الناس أن تحكيه..
أما أن يكون هناك جانب التأثير السلبي على الأغنية الوطنية في سؤالك، فأنا لا أرى أي شيئ سلبي، السلبي هو أن بعض الدول والحكومات العربية تحاول أن تمنع هذا الفن الوطني الهادف لأنه يمس بها، ولأننا نحكي في أغانينا عن حقيقتهم، نحكي عن الذل والهوان العربي وعن العرب النائمين الذين لا يحسون بما يحدث.

س: هل تخدم الأغنية الفلسطينية الملتزمة القضية الفلسطينية وتنجح فيما فشلت فيه السياسة وجولات التفاوض والحوار؟ منذ عام 48 إلى الآن هل خدمت الأغنية الوطنية القضية؟
ج: أكيد خدمتها..

(أقاطعها): كيف كيف خدمتها؟
ج: كيف خدمتها.. أنا كنت أصغيرة، أول ما طلعت كنت أسمع لغيري من الفنانين، كمارسيل خليفة وجوليا بطرس وغيرهم.. وأنا لما كبرت ظليت أتذكر هؤلاء الفنانين الوطنيين، كنت اسمع لأغانيهم ومثل ما أنا أغني اليوم هناك أجيال تحفظ أغانيا، وهناك أجيال لن تنسى القضية، لأننا نغني لها، فهي أغناني وطنية تخدم القضية الفلسطينية من خلال تذكير أجيالنا الفلسطينية، نذكرهم بحق العودة نذكرهم بالوحدة الوطنية، لأن وحدتنا الوطنية هي انتصارنا وأننا لا ننسى حق العودة لأننا عايشين من أجل العودة كفلسطينيين، وإذا ظلينا متمسكين بهذا الحق سنرجع إلى فلسطين أرضنا إن شاء الله.. فبإذن الله الأغنية الوطنية هي دعم ومساندة للقضية الفلسطينية، وبأن لا أحد ينساها وستظل دائما في قلوب الناس عايشه.

س: هذا بالنسبة للفنانين الفلسطينيين المقيمين في فلسطين المحتلة على الأرض الفلسطينية، وليس الفنانين الذين يستقرون في لندن أو في الدول العربية هم من سيخدمون القضية؟
ج: الفنانين لداخل فلسطين راح يخدمونها، لأنهم سيظلون يذكرون الناس بالقضية وبالمعاناة التي يعيشونها وهم في الداخل، لكن سيكون صعب عليهم أن يغنوا بسبب الحصار وبعدم التطور في الاستوديوهات وفي تكنولوجيا التسجيل، وأنا أعرف أنهم لا يستطعون أن يعطوا ما عندهم بسبب الحصار ولا قادرين على التنقل من مكان إلى مكان، أما الفنانين الفلسطينيين المقيمين في لندن أو في غيرها من البلدان الأوربية ، يخدمون القضية الفلسطينية أكثر من الذين يعيشون في دول عربية، لأن هذه الدول الغربية أصبحت تخدم أكثر من الدول العربية الفنانين وصارت تخدم القضايا الإنسانية وتهتم بالطفل بشكل عام، فلما يكون الطفل الفلسطيني محاصر، تسمع أن الفنانين الفلسطينيين في لدن وفي أمريكا وغيرها أنهم يغنون ويطرحون ما عندهم من فن وطني ملتزم بدون رفض أو منع، لأنهم عندهم مبدأ الديمقراطية، نحن في دولنا العربية ممنوع أحد يحكي عن معاناته وأحلامه، دائما يريدون إسكاتنا لكن نحن ضد هذا المنع وسنظل مستمرين في الحكي.

يا مغرب جئنا فضمينا من بحر حبك أعطينا
من كرمك نصنع أشعارا ونزف إليك أمانينا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق